يعلن العراق بين وقت وآخر عن تحقيق نجاحات في حربه ضد داعش، التي لا تقتصر فقط على العمليات العسكرية برا وجوا ضد أوكار التنظيم وفلوله، بل تشمل عمليات أمنية دقيقة تستهدف رؤوسه وقياداته البارزة.
وفي أحدث التطورات، كشف قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم، الأربعاء، عن تصفية أحد أبرز قادة داعش في العراق، الذي يناديه المتطرفون بـ»والي شمال بغداد»، المدعو عدنان اللهيبي، وذلك في قضاء الطارمية شمالي العاصمة.
وأشار قائد عمليات بغداد لمكاسب مهمة من جراء هذه العملية، وذلك في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، حيث قال إن مقتل ما يسمى والي شمال بغداد له تأثير كبير وبعدة اتجاهات، الأول يتمثل في إطاحة عنصر مهم للقيادة لدى عصابات داعش في منطقة تمتد من التاجي وصولا إلى محافظة صلاح الدين حيث قضاء الدجيل، كما أن التنظيم سيتعرض لارتباك في إيصال الأوامر بين عناصره، كونه حلقة وصل بين المفارز الإرهابية في هذا القاطع ومراجعهم الذين يتلقون منهم الأوامر.
واعتبر أن «تنظيم داعش يتعرض حاليا لضربات متعددة بمختلف القواطع، ومن بينها ديالى وكركوك وليس في شمال بغداد فقط، تسقط قياداته المهمة، وفقدان عناصره القيادية سيؤثر عليه».
أما المكسب الآخر فهو معنوي، إذ أن «قتل والي شمال بغداد سيؤثر على معنويات العناصر الإرهابية سلبا، ويرفع معنويات مقاتلينا من قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات، وتشجيعهم على الاستمرار بملاحقة فلول داعش شمال بغداد وفي بقية القواطع».
وقضاء الطارمية تابع إداريا لبغداد، ويعد الحزام الشمالي للعاصمة، ويتميز بوجود عشرات الكيلومترات من البساتين الشجرية على ضفتي نهر دجلة، وهو ما يستغله تنظيم داعش للتمويه والتخفي.
وأشار خبراء إلى موقع الطارمية الجغرافي الحساس، كونها خاصرة بغداد الشمالية ومحاذية لمحافظات ديالى شرقا وصلاح الدين شمالا والأنبار غربا، وتعد من إحدى بوابات بغداد الأساسية، فضلا عن كونها منطقة غنية اقتصاديا، حيث تنتشر المزارع والبساتين والحقول الكثيفة ومزارع الأسماك.