جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جعفر عبد الكريم الخابوري

جعفر عبد الكريم صالح
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 01/06/2023

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري    صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Emptyالجمعة يونيو 09, 2023 9:12 pm

بعد ظهور الحصان صار الحمار يعتبر بليدا كسولا. وصاروا يطلقون على الطالب الكسول أو أي شخص لا يبدى السرعة والتهور في العمل بأنه حمار. وقد نسوا كل الصفات النبيلة الأخرى. قاسوا الأشياء بالسرعة فقط، وهي التي ستدمرهم في نهاية الأمر. إن ظهور الحصان قلب الأمور وأسقط عن الحمار أي احترام. والغريب أننا كنا نشاهد الفلاحين في القرى الجبلية عندما يريدون أن يشقوا طريقا في جبل أو هضبة أو غابة يأتون بحمار وعلى ظهره كيس من دقيق الكلس أو التراب الأبيض أو الطحين، مثقوب من طرفه، ويتركون الحمار يسير. وحيت يرتسم الأثر الأبيض على الأرض ترتسم الطريق ويشقها الفلاحون. وحتى وقت قريب كان الفلاحون يسخرون من مهندسي الطرقات الذين لا يفلحون في شق الطرقات إلا في السهل، أما الطرقات الجبلية فيؤمنون أن ليس أقدر من الحمار على هندستها. فهو يفضّل شق الطرقات المريحة وإن كانت طويلة، على شق الطرقات القصيرة المزعجة التي راح يشقها المهندسون، والتي تبين أنها ترهق المحركات الحديثة. كان "جد" المهندسين ينشد من رسم الطريق الراحة وليس الاختصار.
كلما أوغلنا في القدم ظهر لنا الحمار مكرما. ربما لم يصل إلى درجة التقديس. ولكنه بالتأكيد كان مكرما. فحمارة بلعام (العدد 22-24) هي التي ترى ملاك الرب واقفا ليمنع بلعام من متابعة طريقه، وهي التي تحث راكبها بما تراه أمامها فيرعوي ويكف عن ضربها. وعندما يتعلق الأمر بموضوع الشر فإن الحـــمار لا علاقة له به. إنه أبعد ما يكون عن الشرور. وعندما صور البوذيون بالدن بهامو، وهي القوة المدمرة للبشرية جعلوها تركب على حمار وحشي، وليس على حمار آهل، وعلى رأسها إكليل من جماجم البشر، ولجام حمارها من الأفاعي السامة.
ولليوناني إيسوب قصة ذات مغزى أن من راقب الناس مات هما، وهي أن أبا وابنه وحماره يذهبان إلى الحقل. في الطريق يسمعان بعضهم يقولون، يا لهما من حمقاوين! كيف يمشيان ويدعان الحمار فارغ الظهر، فيركب الأب فيسمعان بعضهم يقولون يا للأب القاسي القلب، يركب ويترك ابنه ماشيا. فركب الابن ومشى الأب فيسمعان بعضهم يقولون يا للابن العاق، كيف يركب ويترك أباه يمشي! الحمار وحده لم يحمل هما ولا شعر بغيظ، فظل متابعا طريقه لا فرق بين أب وابنه عنده. إنه لا يعير أذنيه للأقاويل. وبذلك يحافظ على نقاء نفسيته.
لا يوجد شعب من الشعوب القديمة أهان الحمار. إنه رمز الطاعة والوداعة. وعندما يرفس الحمار رفسا قاسيا في رواية لوقيوس أبوليوس "الحمار الذهبي" فإنما يفعل ذلك بعد أن يضايقه الفتى الحشري الشرير إلى حد تهديد حياته. وهل أمامه سوى هذه الوسيلة؟ ومع ذلك كان رفيقا بالشرير الذي يؤذيه، فلا يورثه علة دائمة.
ظل يتمتع بالرقة حتى العصر الحديث. فعندما يقول روبرت برواننغ "أسد تقتله رفسة حمار" يقصد أن رفسة الحمار نابعة من طبعه الرقيق فلا تكون قوية. فإذا مات الجبار برفسة حمار فلا شك أن قوته واهنة ويدعي الجبروت ادعاء.
وعندما يقول ملتون "إن من يبحث عن الحمير يجد مملكة" يقصد من يبحث عن القناعة يجد حياة سعيدة، ملمحا إلى قصة شاول الذي ذهب ليبحث عن حمير أبيه فعثر عليه صموئيل فرسمه ملكا. وهذا يدل على رمزية الحمار للقناعة.
وعندما يريد الحزب الديمقراطي الأمريكي اتخاذ شعار له لا يجد سوى الحمار ممثلا للديمقراطية، فهو أبعد المخلوقات عن العناد والاستبداد والقمع والتعصب. . . وهو المخلوق المحترم الذي بصمت بنى حضارة عريقة، قامت على الخصال الحميدة.

* حنا عبود: (البلاغة من الابتهال إلى العولمة)
#حناعبود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fggygggyyggf.ahlamontada.com
 
صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جعفر عبد الكريم الخابوري :: جعفر عبد الكريم الخابوري-
انتقل الى: